
أعلنت وزارة التجارة التركية، الجمعة، أن تركيا وسوريا اتفقتا على البدء بمفاوضات لإحياء اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، والتي تم تعليقها منذ عام 2011. يأتي هذا الإعلان كخطوة جديدة في إطار التحسن التدريجي للعلاقات الثنائية بعد التغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها سوريا في ديسمبر 2024.
تحركات لتعزيز التعاون الاقتصادي
في بيان صادر عن وزارة التجارة التركية، أوضحت الوزارة أن مسؤولين أتراك عقدوا اجتماعات مع نظرائهم السوريين لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والجمركية بين البلدين. وشدد البيان على أن هذه المحادثات تستهدف تحديد الخطوات العملية التي يجب اتخاذها لإعادة العمل بالاتفاقية بما يحقق مصلحة الطرفين.
تطورات سياسية تمهد الطريق
شهدت العلاقات التركية السورية تحولاً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة بعد سقوط النظام السابق في سوريا في 8 ديسمبر 2024. هذه التغيرات السياسية فتحت المجال أمام البلدين لتجاوز سنوات من القطيعة والعودة إلى الحوار، الأمر الذي يُعد دافعاً مهماً لإعادة تفعيل التعاون الاقتصادي بينهما.
أهمية الاتفاقية
تعتبر اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وسوريا، التي تم توقيعها في 2004، من أبرز معالم التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقد ساهمت في تخفيض الحواجز الجمركية وزيادة حجم التبادل التجاري بشكل ملحوظ قبل تعليقها بسبب الأزمة السورية في 2011. إعادة إحياء الاتفاقية من شأنها أن توفر فرصاً جديدة للشركات والمستثمرين في كلا البلدين، وتعزز التكامل الاقتصادي الإقليمي.
انعكاسات إيجابية محتملة
من المتوقع أن يسهم استئناف العمل بهذه الاتفاقية في تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة لكل من تركيا وسوريا. ففي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجههما، قد يساعد تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة في دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة. كما أن ذلك سيساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وتقوية الروابط الثقافية والاجتماعية بين شعبي البلدين.
ختاماً
يمثل الاتفاق على إعادة مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين تركيا وسوريا خطوة واعدة نحو تحسين العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة. وإذا ما تمت هذه المفاوضات بنجاح، فإنها قد تكون بوابة لمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين البلدين، تسهم في تحقيق التنمية والازدهار لكليهما.